مدينة جلال آباد؛ إحدى المدن الأفغانية السياحية وعاصمة ولاية ننكرهار

مدينة جلال آباد (Jalalabad city)؛ إحدى المدن الأفغانية المتميزة بتاريخها الطويل جداً، وكذلك كثرة المواقع الأثرية بها. لذلك تُصنف المدينة على أنها مدينة سياحية مرجحة للزيارة في أفغانستان. حيث سنذكر في هذا المقال أهمية المدينة وتاريخها، وكذلك أبرز ما يمكن زيارته فيها.

نظرة عامة على Jalalabad city

تعد مدينة جلال آباد خامس أكبر المدن الأفغانية، وعاصمة ولاية ننكرهار أيضاً، والتي تقع شرق أفغانستان. كما أن مساحتها تقدر بحوالي 122 كم مربع، مع ارتفاع يبلغ 575 متر عن مستوى سطح البحر. تعتبر جلال آباد مدينة سياحية مهمة جداً، نظراً للتاريخ الطويل الذي مرت به المدينة، والذي أكسبها الكثير من المواقع التاريخية المهمة. حيث ومنذ تأسيس المدينة، تم حكمها بواسطة العديد من الحكام والملوك من مختلف الإمبراطوريات والثقافات.

ليست المدينة ذات أهمية سياحية وحسب، لكن أيضاً تعتبر من أنشط المدن الأفغانية من ناحية التجارة والصناعة والزراعة. حيث تتوفر بها الكثير من الصناعات أمثلة صناعة الورق. كما تشتهر المدينة بتصديرها الكثير من الفواكه والمنتجات الزراعية الأخرى إلى باقي مدن أفغانستان، مثل البرتقال، الليمون، والأرز. الجدير بالذكر أن اسم موقع المدينة القديم كان “أدينابور”، واكتسبت الاسم الحالي تكريماً لمؤسسها “جلال الدين محمد”، حفيد الملك بابور مؤسسة الإمبراطورية المغولية.

موقع مدينة جلال آباد

تقع مدينة جلال آباد في ولاية ننكرهار، شرق أفغانستان. حيث تحدها باكستان من الغرب، ممر خيبر من الشرق، وسلسلة جبال هندو كوش من الجنوب. يمر بالمدينة أيضاً نهري كابول وكنر. كان يتم اتخاذ المدينة كعاصمة شتوية من قِبل الكثير من الحكام قديماً. كما وقد كان ذلك الموقع مركز الشعر الأفغاني القديم. يوفر ذلك الموقع أيضاً إلى درجات حرارة متطرفة في فصل الصيف.

“اقرأ أيضاً: “مدينة كابل“

تاريخ مدينة جلال آباد

موقع مدينة جلال آباد الحالي لم يكن دائماً كما هو الآن. إذ لم يتم تأسيس المدينة الأصلية إلا في فترة الإمبراطورية المغولية. كان موقع المدينة قديماً مكاناً للديانة البوذية ومركزاً لانتشارها كذلك. حيث يمكن في الوقت الحالي زيارة الكثير من المواقع القديمة التي تحتوي على تماثيل بوذية قديمة جداً. ظلت المدينة على هذا الحال فترة من الزمن، حتى تم الغزو الغزنوي للبلاد في القرن الحادي عشر، وانتشر الإسلام. اتسعت دائرة الإسلام أكثر حتى أثناء فترة الإمبراطورية الغورية.

كانت الإمبراطورية التيمورية لها نصيب أيضاً في حكم موقع المدينة. لكن في القرن السادس عشر، في فترة حكم الإمبراطورية المغولية، اختار بابور موقع المدينة الحالي لتأسيس مدينة جديدة. حيث أشرف حفيده “جلال الدين” على تأسيس المدينة، وسميت باسمه. ظلت جلال آباد تحت حكم المغوليين حتى عام 1738، وذلك بعد أن تمت هزيمتهم على يد “نادر شاه” وجيوشه، وكذلك “أحمد شاه دوراني”. حيث وبعد ذلك أسس أحمد شاه الإمبراطورية الدورانية في البلاد عام 1747.

تاريخ المدينة الحديث

في عام 1838، وأثناء الحرب الأنجلو أفغانية الأولى، تم اقتحام مدينة جلال آباد وإلحاق الضرر بها. في عام 1842، حدثت معركة حاصر فيها “أكبار خان” الجيش البريطاني لمنعه من دخول المدينة. اقتحم الجيش البريطاني المدينة من جديد أثناء الحرب الأنجلو أفغانية الثانية عام 1878 قبل أن يخرج بعدها بعامين. كما وقد كانت تشكل المدينة قاعدة مهمة لدى الجيش السوفيتي أثناء الحرب السوفيتية.

كانت سنة 1989، سنة مؤلمة للمدينة، حيث حدثت معركة مدمرة، أدت إلى تدمير الكثير من المباني، وقتل الكثير من المدنيين. أما في عام 1996، فكانت بداية حكم حركة طالبان، والتي انتهت عام 2001 ليتولى الجيش الأمريكي بعدها زمام الأمور. ازدهرت المدينة لفترة بعد ذلك، وكانت الأمور طبيعية، حيث أصبحت المشاكل أقل. ثم وفي 2021، عادت طالبان لتحكم المدينة من جديد.

“اقرأ أيضاً: “مدينة هرات“

مناخ مدينة جلال آباد

تتميز مدينة جلال آباد بمناخ قاسي صيفاً مع رطوبة (Moisture) عالية، حيث تعتبر أحر مدن أفغانستان بدرجة حرارة يمكن أن تصل إلى 49 درجة مئوية. لهذا كان يتخذها الكثير من الملوك عاصمة شتوية قديماً للهروب من برودة الأجواء في باقي المدن. لا تتساقط الأمطار كثيراً في المدينة حتى في فصل الشتاء، مع درجات حرارة معتدلة وشبه باردة، حيث يعم الجفاف المدينة. يوفر ذلك المناخ الظروف المناسبة لزراعة الكثير من المحاصيل التي تشتهر بها المدينة.

معالم مدينة جلال آباد السياحية

يمكن لزوار المدينة التمتع بزيارة الكثير من المواقع المهمة، والتي أبرزها المواقع البوذية التي تنتشر بكثرة في المدينة. يجب ذكر أن المدينة تضم ثاني أكبر مجمع علمي في أفغانستان وهو “جامعة ننكرهار”. كما يمكن زيارة المدينة بسهولة، إذ يوجد بها مطار جلال آباد. كما أن هناك عدد من المناظر الطبيعية الخلابة التي تتمثل في الوديان والجبال، والتي تناسب محبي الطبيعة. في القائمة التالية، نرجح بعض أهم المواقع التي يجب زيارتها في حال كنتم في زيارة إلى المدينة:

• ستاد شيرازي لرياضة الكريكت.
• مقبرة الملك عمان الله خان.
• ضريح عبد الغفار خان.
• مقبرة محمد غول خان.
• مسجد عيد غاه.
• ستاد كرة القدم المحلي.

تتميز المناطق السابقة بقربها من مركز المدينة، وهي قريبة من بعضها أيضاً، ويمكن التنقل فيما بينها بسهولة باستخدام المواصلات العامة.

“قد يهمك: “بوذا باميان“

فنادق مدينة جلال آباد

يوجد بالمدينة عدد من الفنادق التي تتراوح في تصنيفها ما بين نجمة واحدة وأربع نجوم. ذلك مع الكثير من الخدمات والمرافق، مثل وجود طبيب بالفندق، وخدمة غسيل الملابس، وكذلك الساونا، وغيرها الكثير. لكن يجب حجز تلك الفنادق قبل السفر إلى المدينة، والتي يمكن الوصول إليها بسهولة من المطار العام.

من هنا، سوف نستعرض أهم وأفضل الفنادق الموجودة في المدينة للإقامة بها في الجدول التالي، والذي يوضح أيضاً بُعد تلك الفنادق عن مركز المدينة.

“تعرف على: “قصر تاج بيك“

مطاعم مدينة جلال آباد

توفر المدينة بكل تأكيد عدد كبير من المطاعم التي تقدم مأكولات ومشروبات تناسب جميع الأذواق. حيث تتوفر الأطعمة المحلية أو العالمية مثل البيتزا وغيرها. لهذا قمنا باستعراض أبرز تلك المطاعم هنا في هذا الجدول، موضحين بُعدها عن المطار العام.

“اطلع على: “قصر أرج الرئاسي“

أوقات زيارة مدينة جلال آباد

من المهم جداً معرفة أن زيارة المدينة غير مرجحة تماماً في فصل الصيف. حيث تكون الحرارة شديدة وكذلك الرطوبة. كما وستسبب الرياح الساخنة عدم الارتياح أثناء التنقل. لكن الأوقات المناسبة تكون خلال فصل الشتاء، حيث تكون الأجواء شبه باردة ولطيفة، ومناسبة للقيام بكافة الأنشطة.

في ختام هذا المقال، من المهم توضيح أن مدينة جلال آباد (Jalalabad city)؛ من المدن التي لا تقل أهمية عن باقي المدن السياحية في أفغانستان. حيث توفر المدينة مواقع سياحية تاريخية مهمة، وتوفر كذلك الفنادق والمطاعم التي يحتاجها الزوار. من هنا، فالمدينة ستكون رائعة لمحبي المواقع التاريخية.