منزل إحسان؛ تعرف على تاريخ أبرز المعالم السياحية في بنغلاديش

يتمتع منزل إحسان (Ehsan House) بشهرة واسعة ومكانة مرموقة بين الزوار حيث يعتبر هيكلاً تاريخياً تظهر فيه الدقة الهندسية التي يقدر عمرها بأكثر من مائة عام، تعرف أكثر من خلال هذا المقال على أشهر المعالم السياحية في بنغلاديش.

نبذة تعريفية عن Ehsan House

تم إنشاء مبنى منزل إحسان على منصة كبيرة مرتفعة بطول متر واحد، وهو يتكون من طابقين بقياس 125.4 متر × 28.75 متر، ويقدر ارتفاع الدور الأرضي بـ5 أمتار، كما يبلغ سمك جدران القصر 0.78 متر. توجد هناك أروقة يقدر ارتفاعها بـ5 أمتار على الجانب الشمالي والجنوبي للقصر.

يتميز القصر بإطلالة أمامية واسعة على نهر بوريجانجا حيث يوجد على جانب النهر درج كبير مفتوح يؤدي إلى البوابة الثانية، كذلك على البوابات الثلاثية الكبرى كانت توجد نافورة في الحديقة لم تعد موجودة اليوم، وكانت تقع أمام الدرج، هذا بالإضافة إلى وجود شرفات واسعة.

“اقرأ أيضاً: متحف بنغلاديش الوطني“

تاريخ منزل إحسان

في عصر المغوليين كان هناك منزل وحديقة (Park) لشيخ يدعى عناية الله، كان هذا الشيخ شخصًا ساحرًا استحوذ على مساحة كبيرة في كومارتولي وضمها إلى منزله الكائن في الحديقة، ثم قام ببناء قصر وأطلق عليه اسم “رونغموهول”.

اعتاد الشيخ أن يقيم حفلات ويستمتع بجمع الفتيات الجميلات من داخل البلاد والخارج، حيث ترتدي الفتيات فساتين باهظة الثمن ذات نقوش وزخارف رائعة. كان هناك أساطير تقول أن مؤسس مدينة دكا (ممثل الإمبراطور المغولي) قد انجذب إلى إحدى تلك الفتيات الجميلات، ثم دعاه الشيخ عناية الله إلى حفلة ذات يوم وقتله في مؤامرة خطيرة عندما كان في طريق العودة إلى منزله، وانتحرت الفتاة بغضب وحزن.

منزل إحسان بيد الفرنسيين

في العام 1740 ميلادي قام الشيخ موتي الله ابن الشيخ عناية الله ببيع المنزل للتجار الفرنسيين، حيث كان هناك منزل تجاري فرنسي يقع بالقرب من هذا العقار وبعد شراء هذا المنزل أصبح البيت التجاري الفرنسي أكثر ثراءً.

في ذلك الزمان كان بإمكان التجار ممارسة أعمالهم التجارية بدون دفع الضرائب والرسوم للإمبراطور أورنجزيب، فأصبح الفرنسيون أغنياء للغاية وكثرت ممارسة الأعمال التجارية هنا بمنافسة الشركات الأوروبية والإنجليزية الأخرى. ثم قاموا ببناء مبنى كبير وحفروا فيه بركة للمياه العذبة، وما تزال البركة، التي كانت تسمى “ليه جالا”، موجودة .

في الحرب الفرنسية الإنجليزية، هُزم الفرنسيون واستولى الإنجليزيون على ممتلكاتهم. وفي يوم 22 يونيو 1757، غادر الفرنسيون البيت التجاري بأسطول كبير مكون من 35 قارباً من محطة نهر بورجانجا أمام كومارتولي.

ازدهرت الملكية بشكل واسع وأطلق على البيت اسم “أحسن منزل” وذلك على اسم الخواجة إحسان الله حيث قام ببناء مبنى بتصميم فريد، وقام أيضًا بأعمال تجديد كثيرة للمبنى القديم. في عام 1888 ضرب إعصار مدينة دكا مما تسبب بأضرار بالغة للمنزل. وصل مهندس إنجليزي لفحص القصر، وقال أنه باستثناء “رانغماهال” يجب إعادة ترميم جميع أجزاء العقار. وبالتالي قام الخواجة عبد الغني ونجله الخواجة إحسان الله بإعادة بناء القصر حيث أعيد بناؤه بتصميم جديد تحت إشراف المهندس جوبيندا تشاندرا.

منزل إحسان متحفاً

بعد وفاة أحسن الله عام 1901 توقف مجد أحسن منزل، ولم يستطع من بعده الاستمرار وذلك لأسباب كثيرة منها الخلاف الأسري الداخلي حيث قاموا بتأجير أجزاء من القصر مما تسبب في تحويله لحي فقير.

في عام 1952 استحوذت مدينة دكا على العقار تحت إشراف محكمة نواب، وفي عام 1985 أعاد متحف دكا الوطني الممتلكات وتحول المنزل إلى متحف وذلك بعد برنامج واسع تم فيه ترميم كبير.

“اقرأ كذلك: فندق سارينا دكا“

بناء منزل إحسان دكا

منزل إحسان هو واحد من أشهر المعالم المعمارية في دكا بنغلاديش. وينقسم القصر إلى قسمين: الجانب الغربي والجانب الشرقي. سمي المبنى الشرقي مع القبة “رانغماهل” والجانب الغربي مع غرفة المعيشة “اندرماهل”، وتقع القبة العالية المثمنة في الغرفة المستديرة.

توجد هناك غرفة كبيرة خاصة للرسم، ومكتبة وغرفة للبطاقات وغرفة حكومية وغرف أخرى للضيوف. تقع غرفة “هيندوستاني” وقاعة للرقص وعدد من الغرف السكنية على الجهة الغربية. يزين الصالون والجلساغر سقف مقبب صناعي مصنوع من الخشب. كما توجد قاعة راقية للطعام، تزين أرضيات قاعة الطعام وقاعات دربار ببلاط السيراميك الأبيض والأصفر والأخضر.

توجد هناك سلالم خشبية رائعة في الغرفة تتصل بشمال الغرفة المقببة. تم تزيين السقف الخشبي للغرفة بتصميمات هندسية أنيقة للغاية. الغرف مغطاة بالرخام، وزينت الدرابزينات بأوراق مصنوعة من الحديد على طول درابزين الدرج. بالإضافة إلى أن الديكور والهندسة المعمارية فريدة من نوعها في بنغلاديش بأكملها.

“اقرأ أيضاً: فندق بان باسيفيك سونارجاون 5 نجوم“

أحداث مميزة لمنزل إحسان

يعتبر منزل أحسن كنزاً معمارياً وأحد شواهد تاريخ بنغلاديش العظيم؛ إذ ظهرت القيادة الإسلامية لمملكة البنغال الشرقية من هذا القصر في القرن التاسع عشر حيث اعتاد نواب مدينة دكا على إدارة شؤونهم كرؤساء لمجلس قرية بانشيت كل يوم منه. كما عقدت فيه العديد من الاجتماعات التي تناهض الكونغرس برعاية نواب أحسن الله الذي يعد واحداً من أشد الشخصيات تمسكاً بالهوية الإسلامية. كما تبين أن جميع نواب الملك ونواب حكام الهند البريطانية والحكام الذين زاروا دكا قد قضوا بعض الوقت في منزل إحسان.

“قد يهمك: حصن لالباغ في دكا“

فنادق بالقرب من منزل إحسان

إن كنت أحد زوار منزل أحسن فلا تفوت المكوث في أحد أفخم الفنادق المجاورة للقصر حيث يمكنك الاسترخاء وقضاء أجمل ليلة مع كثير من وسائل الراحة الأساسية، ومن هذه الفنادق:

• فندق ريس سبعة نجوم.
• فندق راهمانيا.
• فندق ومطعم آسيا.
• فندق شمس الدولي.

“اطلع على: فندق سيكس سيزونز دكا“

أخيراً إن أهمية منزل إحسان التاريخية والمعمارية جعلت حكومة بنغلاديش تبادر بتجديده؛ ففي عام 1992 تم الانتهاء من أعمال التجديد تحت إشراف مديرية الهندسة المعمارية، لا تفوت زيارة هذا المعلم التاريخي واكتشف أبرز وأهم معلومات عنه.