بوذا باميان؛ أحد أهم المواقع التاريخية بوسط أفغانستان

بوذا باميان؛ أحد أهم المواقع التاريخية بوسط أفغانستان

بوذا باميان؛ أحد المواقع التاريخية في ولاية باميان التاريخية، والتي تضم عدداً من التماثيل والكهوف القديمة، سنتعرف على تاريخ ذلك المكان وأهم مميزاته.

بوذا باميان (Buddha Bamiyan)؛ تلك التماثيل التاريخية المُحطمة، الواقعة في منحدرات وادي باميان بوسط أفغانستان، والتي كانت تُعد يوماً من أضخم التماثيل في العالم، فما قصتها؟ هذا ما سنكتشفه في السطور القادمة، عندما نتعرف على تاريخ تلك التماثيل وسبب بنائها، ثم سنتطرق إلى موقع تلك التماثيل وكيفية الوصول إليها.


نبذة عن الموقع

يُشير اسم بوذا باميان عامةً إلى مجموعة التماثيل والكهوف التي كانت منحوتة في جوانب منحدرات وادي باميان منذ 14 قرن تقريباً، والتي تم بناؤها على الأرجح بواسطة بعض المُعتَنقين للديانة البوذية. تدّمرت التماثيل الأصغر بمرور الوقت وتحولت إلى ركام. لكن تمثالي بوذا الأضخم في العالم صمدا حتى بدايات القرن الحالي، إلى أن قامت حركة طالبان بتفجير التمثالين باستخدام الديناميت. حيث تدمر أحد التمثالين بشكلٍ شبه كامل وأصبح ركاماً، بينما تضرر الآخر بشدة. خسر التمثالان لقب أضخم تماثيل العالم، نظراً لتدمير أجزاء كبيرة منهما، لكن لحسن الحظ هناك أجزاء ما زالت باقية من التمثالين في موقع الحطام، بحيث يستطيع الزوار مشاهدتها بوضوح عند زيارة الموقع.

توضح تماثيل باميان مدى الاحترافية في الفن القديم الذي وصل إليه السكان القدامى في باميان. فبالإضافة إلى الفن البوذي الذي تُمثله تلك التماثيل، هناك تأثيرات في النحت أيضاً من فن الإمبراطورية الساسانية، والفن البيزنطي. كما أن وادي باميان لا يشمل تماثيل بوذا وحسب، فعند زيارة المنطقة يمكن رؤية عشرات الكهوف الصغيرة التي تحيط بتمثالي بوذا، والتي تم حفرها في منحدر الوادي لتكون مكاناً يتعبد فيه الرهبان. حالياً أعلنت منظمة اليونسكو تلك المنطقة تراثاً عالمياً يجب المحافظة عليه. يجذب الموقع آلاف السياح سنوياً لمشاهدة تلك الحضارة القديمة التي أبهرت العيون، حيث حصل الموقع على تقييم 4,7.

اسم الموقع بوذا باميان
النوع نحت تاريخي
الدولة أفغانستان
الموقع RRJG+RPC، باميان
عمر الموقع 1400 عام
المساحة 105 هكتار
التقييم 4.7
أوقات الزيارة طوال اليوم

تمثالي بوذا باميان

تمثالي بوذا باميان
تمثالي بوذا باميان

يختلف تمثالي بوذا باميان في الارتفاع، ويفصل بينهما عدة أمتار في منحدر الوادي، ونستعرض هنا حقائق خاصة عن تلك التماثيل.

تمثال بوذا الغربي

يقع ذلك التمثال في الجزء الغربي من وادي باميان، وهو الأكبر، بارتفاع 55 متراً. يُدعى ذلك التمثال “سلسول”، وهو تمثال ذكر يُطلِق عليه السكان المحليين اسم “النور الساطع في الكون”. كان ذلك التمثال صاحب النصيب الأكبر من الدمار، حيث لم يبق منه سوى الركام والحجارة. باستخدام أنقاض ذلك التمثال، تم تحديد عمره بواسطة طريقة الكربون المُشِع، حيث اتضح أن ذلك التمثال تم بناؤه تقريباً سنة 618 ميلادية.

تمثال بوذا الشرقي

يقع ذلك التمثال شرق تمثال بوذا الغربي، وهو الأصغر في الحجم، بارتفاع 38 متراً. ذلك التمثال هو لأنثى تُدعى “شهماما”، ويُطلِق السكان المحليين على التمثال لقب “الملكة الأم”. ذلك التمثال مُتضرر، لكن سماته ما تزال واضحة للجمهور. باستخدام الكربون المُشِع أيضاً، تم تحديد عمر التمثال، حيث يعود إلى سنة 570 ميلادية تقريباً.

من خلال معرفة عمر التمثالين، اتضح أن التمثالين يعودا إلى الفترة التي حكم فيها “الهفتاليون” البلاد. مما يدل على اعتناق ملوك تلك الإمبراطورية للديانة البوذية، حيث قد أمروا ببناء تلك التماثيل في منحدرات وادي باميان.

“قد يهمك: “متحف أفغانستان الوطني


تاريخ بوذا باميان

تاريخ بوذا باميان
تاريخ بوذا باميان

كانت تتميز مدينة باميان بوقوعها على طريق الحرير التجاري الشهير، الذي كان يستخدمه التجار للتنقل بين دول آسيا والشرق الأوسط، بالتالي جلب ذلك الطريق الكثير من الأفكار، اللغات، والأديان الجديدة إلى المدينة، وكانت الديانة البوذية من أشهر الديانات التي دخلت إلى البلاد. حيث قد أصبحت باميان مركزاً للديانة البوذية بدايةً من القرن الثاني الميلادي وحتى القرن الثامن الميلادي. في تلك الفترة، بالتحديد بين القرنين السادس الميلادي والسابع الميلادي، تم الأمر ببناء تماثيل بوذا في وادي باميان بغرض العبادة، بالإضافة إلى نحت الكثير من الكهوف حول تلك التماثيل لكي يتم الاستقرار بها، والتفرغ للعبادة.

باميان والفتح الإسلامي

بقت باميان بوذية حتى تم الفتح الإسلامي في القرن الثامن الميلادي، بالتحديد عام 770 ميلادية. لكن في عام 870 ميلادية عادت باميان بوذية من جديد، إلى أن تم الفتح الإسلامي الأخير عام 977 ميلادية. عندما تم استكشاف كهوف الوادي، تم إيجاد لوحات جدارية تعود إلى الفترة 980/438 من الميلاد، مما يدل على استمرار النشاط الفني البوذي حتى لما بعد الفتح الإسلامي الأخير. عبر تلك العصور تعرض تمثالي بوذا إلى عمليات التعرية، لكن لم يحدث تغيير كبير في الهيكل الخارجي. في عام 2001 قامت حركة طالبان بتفجير تمثالي بوذا باميان، لتنتهي بذلك فترة وجود التمثالين الطويلة.

المنظمات العالمية وإعادة بناء التماثيل

لاحقاً، سعت عدة منظمات دولية من بينها معهد أفغانستان في سويسرا لمحاولة إعادة ترميم التمثالين، ففي عام 2002، تم جمع صخور حطام التمثالين وتخزينها أملاً في استخدامها لاحقاً لإعادة بناء التمثالين. في عام 2013، شرع الفرع الألماني “ICOMOS” في بناء التمثال الأصغر، إلا أن منظمة اليونسكو (UNESCO) أوقفت العملية، بداعي أن الأمر حدث دون إذن المنظمة. في واقع الأمر، لم يتم البدء في أي عمليات ترميم حتى الآن، ويبدو أن ذلك الأمر لن يحدث قريباً بسبب سقوط البلاد تحت حكم حركة طالبان عام 2021، إلا أن الحركة عاهدت على الحفاظ على الموقع، حيث سمحت للسياح بدخول وزيارة المكان.

“اطلع على: “حديقة بابور


وصف بوذا باميان

وصف بوذا باميان
وصف بوذا باميان

تم نحت التماثيل بإتقان شديد في منحدر وادي باميان المكون من الحجر الرملي. وتم استخدام الطين المُغطى بالجص بعد النحت لإضافة بعض التفاصيل للتماثيل مثل طيات الثوب وإبراز تعبيرات الوجه. كما يُعتقد أيضاً أن الأجزاء العلوية من أوجه التماثيل مصنوعة من أجزاء خشبية. تم بعد ذلك تم إضافة الألوان، والتي اختفى معظمها حالياً بالطبع، حيث تم دهان التمثال الأكبر باللون الأحمر القرمزي، بينما تم طلاء التمثال الأصغر بألوان متعددة.

لم تكن الكهوف الصغيرة المحيطة بالتماثيل في بوذا باميان كهوفاً عادية أيضاً، حيث كانت مكاناً مقدساً للعبادة، لذا فقد قام الرهبان بتزيينها بتماثيل ولوحات دينية ملونة ومتعددة. كما تم تزيين أسطح تلك الكهوف أيضاً بالمزيد من الرسومات واللوحات الدينية.


موقع بوذا باميان

موقع بوذا باميان
موقع بوذا باميان

يقع بوذا باميان بوسط أفغانستان تقريباً، شمال مدينة باميان، على بُعد 130 كم من العاصمة كابول. تتميز باميان عامةً بالهدوء والطبيعة الخلابة في كل مكان بالأخص في منطقة وادي باميان. حيث يطل الوادي من جهة على مجموعة من الأراضي الخضراء التي تبعث الراحة إلى النفس، ومن الجهة الأخرى يطل على جبال باميان ذات المنظر الساحر.

فالمنطقة ليست مجرد تماثيل وكهوف تاريخية في منحدر الوادي، بل إنها بقعة تُعد من أجمل بِقاع أفغانستان الطبيعية. الجدير بالذكر أيضاً أن الوادي ليس معزولاً، فالمكان يقع على بُعد دقائق معدودة من مطار باميان، كما تتوفر حول المنطقة بعض المطاعم والفنادق القريبة، والتي يمكن تجربتها. حيث نقوم بتوضيح أبرز تلك الأماكن القريبة من الوادي في الجدول الآتي:

اسم الموقع المسافة مدة الوصول بالسيارة
مطار باميان 4,2 كم 11 دقيقة
فندق باميان 3,4 كم 10 دقائق
مركز باميان الثقافي 3,5 كم 11 دقيقة
متنزه باند إي أمير الوطني 76 كم ساعة و12 دقيقة
نهر باميان 7,6 كم 10 دقائق
مطعم ماما نجف 900 متر 4 دقائق
فندق ومطعم سيلك روود باميان 2,4 كم 8 دقائق

“اقرأ أيضاً: قلعة هرات


كيفية الوصول إلى بوذا باميان

كيفية الوصول إلى بوذا باميان
كيفية الوصول إلى بوذا باميان

الوصول إلى بوذا باميان في غاية السهولة، نظراً لقرب الوادي من المطار، فقط اتبعوا الخطوات الآتية:

  1. نتجه إلى الجنوب من المطار ونبقى في طريق المطار مسافة 350 متر.
  2. ننحرف جهة اليسار، ونستمر مسافة 900 متر.
  3. نتوجه يساراً، ونبقى مسافة 850 متر، حتى الدائري.
  4. ندخل طريق “بازار” بأخذ المخرج الثاني للدائري.
  5. نستمر في الطريق مسافة 600 متر، حتى الوصول لدائري.
  6. نأخذ أول مخرج للدائري لندخل طريق “A77”.
  7. نبقى مسافة 750 متر في الطريق.
  8. ننحرف يساراً مسافة 400 متر.
  9. أخيراً، نتوجه جهة اليسار، ونستمر 400 متر، حيث سيكون بوذا باميان موجوداً.

“اقرأ أيضاً: “المتحف التاريخي في كوتايسي


يُعتبر بوذا باميان وجهة سياحية مهمة عند زيارة ولاية باميان، حيث يتميز المكان بالتاريخ العريق والجمال الطبيعي البديع، وكذلك الهدوء. لذا لا يجب تفويت زيارة الموقع، حيث يُعد المكان من أكثر الأماكن المُرجحة للزيارة في باميان.

90%
رائع
تقييم بوذا باميان

بوذا باميان؛ أحد أهم وأجمل المواقع التاريخية والسياحية في باميان، حيث يتميز الموقع بوجود التماثيل والكهوف التاريخية، الهدوء، والطبيعة الخلابة، يتميز المكان بقربه من مطار باميان أيضاً.

  • التصميم

ما تقييمك لبوذا باميان!

193 مشاهدة
فهرس على قوقل نيوز

تابعنا الآن

إنضم لقناتنا على تيليجرام