معبد بينج ميليا؛ تعرف معنا على تاريخه وإعادة اكتشافه

معبد بينج ميليا (Beng Mealea Temple) يعد من أعرق المعابد في سيم ريب بكمبوديا  وذلك يرجع إلي تاريخه الطويل الذي يمتد إلى أوائل القرن الثاني عشر ومما لا شك فيه أنه تأثر عبر كل هذه القرون وتغير شكله قليلاً والآن تعرف معنا على تاريخه وإعادة اكتشافه بشيء من التفصيل العميق.

نظرة عامة حول معبد بينج ميليا

يقع معبد بينج ميليا على بعد  68 كيلومتر شمال شرق سيام ريب، وهو يعد من أكثر المعابد غموضًا في أنغكور، وذلك يرجع الى  أعمال الشغب بالطبيعة. تم تأسيس معبد بينج ميليا في القرن الـ 12 في عهد الملك سوريافارمان الثاني، وهو محاط بخندق مائي ضخم يبلغ طوله 1.2 كيلومتر في 900 متر.

كانت الغابة تغطي بالكامل، ولكن تم قطع بعض أوراق الشجر الكثيفة وتنظيفها في السنوات الأخيرة. عند الدخول من الجنوب، يشق الزوار طريقهم فوق أكوام من كتل الحجر الرملي المنحوتة بدقة، عبر الغرف الطويلة المظلمة وبين الكروم المعلقة.

لقد انهار البرج المركزي تمامًا، ولكن توجد العديد من المنحوتات المثيرة للإعجاب بين الأنقاض وأوراق الشجر، بما في ذلك عرض صغير ولكنه ملفت للنظر بجانب محيط الحليب بالإضافة إلى مكتبة محفوظة جيدًا في الربع الشمالي الشرقي. فالمعبد مكان خاص ويستحق قضاء بعض الوقت في استكشافه بدقة.

تاريخ وإعادة اكتشاف معبد بينج ميليا

فيما يلي نتعرف على أهم الحقائق التاريخية المتعلقة بالمعبد ونسلط الضوء أكثر على إعادة اكتشافه:

تاريخ معبد بينج ميليا

يعتبر تاريخ المعبد غير معروف إلى حد كبير. ولكن من المفترض أنه تم بناؤه في الأصل كمعبد هندوسي من قبل الملك سوريافارمان الذي بنى أيضًا أنغكور وات. ومع ذلك، توجد أيضًا بعض المنحوتات البوذية هناك، لكن من غير المعروف ما إذا تمت إضافتها بواسطة الملك سوريافارمان الثاني أو في وقت لاحق. تم بناء المعبد على طريق سريع قديم يؤدي إلى بريه خان كومبونغ سفاي. من المفترض أنه تم التخلي عن المعبد مثل المعابد الأخرى بالقرب من أنغكور وات في القرن السادس عشر.

إعادة اكتشاف معبد بينج ميليا

أعيد اكتشاف المعبد في أواخر القرن الـ 19 من قبل المستكشفين الفرنسيين. خلال حقبة الخمير الحمر والحرب الأهلية التي تلت ذلك، كانت مدينة بنج ميليا مكانًا غير آمن للزيارة. وكانت جزءًا من معقل الخمير الحمر لسنوات عديدة. في الوقت الحاضر، الطريق آمن وتم إزالة الألغام من المنطقة داخل المعبد وحوله بالكامل. على الرغم من أنه لم يتم بذل سوى القليل من العمل لترميم المعبد، فقد تم جعله آمنًا للزوار.

“اقرأ أيضًا: متحف إيران الوطني، معبد نيك بين“

تخطيط وتصميم معبد بينج ميليا

تم بناء معبد بينج ميليا على طراز أنغكور وات. لهذا السبب، يفترض المؤرخون أنه تم بناؤه في نفس الوقت. المعبد أصغر من معبد أنغكور وات، لكنه يتبع نفس النمط تقريبًا. ومع ذلك، كان معبد بينج ميليا لا يزال أحد أكبر المعابد التي بنيت خلال فترة أنغكور. تبلغ أبعاد العلبة الخارجية 152 × 181 مترًا والخندق 875 × 1025 مترًا. واجهة المعبد موجهة نحو الشرق، لكن توجد مداخل من الجوانب الأربعة. هناك ثلاث صالات عرض تحيط بملاذ في الوسط.

لقد انهار هذا منذ فترة طويلة، لكن الآثار هي التي تضيف إلى سحر هذا المعبد الذي كان فخماً وكبيراً في يوم من الأيام. هناك أيضًا مكتبات تحتوي على منحوتات واسعة النطاق تُظهر أساطير هندوسية مثل تموج بحر اللبن وقصص أخرى. تؤدي إلى المعبد جسور طويلة بها سبعة رؤوس على جانبي النجا.

هيكل معبد بينج ميليا

لسوء الحظ، تعرض المعبد لأضرار جسيمة بسبب التدهور والانهيار الطبيعي في المقام الأول. العنصر المعماري الرئيسي هو الحجر الرملي المأخوذ من المحاجر القريبة. تم بناء المعبد على مخطط مسطح في مجمع مساحته 14 هكتارًا، ويتكون من ملاذ مركزي واحد، محاط بثلاث صالات عرض ومتصلة بأروقة صليبية وبخندق طوله 1200 متر وعرضه 900 متر، وهو رمز لمحيط كوني يحيط بجبل ميرو، مقر إقامة جميع الآلهة. توجد أربع هياكل أصغر، كانت تسمى سابقًا “مكتبات”؛ اثنان في العلبة الداخلية والآخران في العلبة الخارجية.

تحتوي المواقع على ثلاث برك تقع في الشرق وعلى جانبي المدخل الرئيسي. تقع سراه كيو وسراه سفايتونغ في الشمال وسراه ثمار بايكريم في الجنوب. يحتوي معبد بينج ميليا على مبنيين كبيرين على الجانب الجنوبي من العلبة الثالثة التي يطلق عليها “قصور” أو قاعات للوضوء والرقصات. يظهر هذا النوع من الهياكل قبل مدخل الحرم والأحواض وغيرها من الأماكن.

بشكل عام، يحتوي على مستويين، المستوى الأعلى يفترض أنه تم استخدامه للملك وأفراد أسرته والمستوى الأدنى لأعضاء المحكمة. لها جسر طويل يؤدي من المدخل الشرقي للخندق المائي، وتحيط به تماثيل النجا-الدرابزين وتماثيل الأسد. بشكل ملحوظ، هناك ثلاثة طرق أخرى تؤدي إلى الاتجاهات الأساسية الثلاثة الأخرى. هذه الجسور مدعومة بأعمدة أسطوانية ومزينة أيضًا بدرابزين النجا وتماثيل الأسد.

يؤدي التراس الصليبي إلى جوبورا في صالات العرض الخارجية. علاوة على ذلك، يمكن رؤية ابتكارين معماريين في مجمع المعبد هذا. وهي عبارة عن أروقة عريضة ذات سقف مقبب من الحجر وقبو مدعوم من جانب بصف من الأعمدة وعلى الجانب الآخر بجدار.

زخرفة معبد بينج ميليا

تم زخرفة معبد بينج ميليا بـ 180 عتبة، تصور مشاهد تموج بحر الحليب وماهابهاراتا ورامايانا وبعض الآلهة البراهمانية الفردية مثل سيفا وبراهما وغانيشا. من غير المحتمل أن الجدران لم تحمل زخارف – إما نقوش بارزة أو ربما كانت مغطاة بلوحات جدارية حيث لا يوجد أثر متبقي للحجر المنحوت. صورت النبتة مشاهد الآلهة، والتي تم تقديم معظمها في مستويات متعددة مما خلق أسلوبًا وجمالًا مهمين. الأعمدة الأسطوانية، المقسمة إلى 7 أقسام، مزينة بالكامل بالأزهار والكروم ويمكن أيضًا رؤية إطارات الأبواب مزينة بالورود والكروم وبعض الأشكال الصغيرة من الآلهة.

يوجد هذا النوع من الزخارف أيضًا في (Angkor Wat) بشكل خاص: شكل Dvārapāla (حراس الباب)، الذي يشبه إلى حد بعيد معبد بانتيى سامري، في ملابسهم وخاصة تصميم ذيل السمكة الخاص بالسامبوت؛ ثانيًا، شخصية إلهية، قد تكون جالسة على بقرة (سيفا) أو جاموس (ياما)، ارتفاعها 61 سم؛ وثالثاً، جذع ذكر، ارتفاعه 61 سم.

تم العثور على 34 قطعة أخرى من الآلهة في عام 2000، معظمها عبارة عن أجزاء من Dvārapāla والأسود والأعمدة. من النادر أن تجد تماثيل الآلهة في المعبد. ومع ذلك، هناك ثلاثة تماثيل نشأت من بينج ميليا الموجودة حاليًا في مستودع محمية أنغكور. تم العثور على تمثال أفالوكيتسفارا بأربعة أذرع، ارتفاع 140 سم في العلبة الأولى بين الملاذات الأربعة المركزية والمكتبة. وفقًا لتصميم الطبقات الأربع لهذا التمثال، يحتمل أن يكون هذا التمثال قد صنع في النصف الأول من القرن الـ12 الميلادي.

الفنادق القريبة من معبد بينج ميليا

يحتار الكثير من السائحون في اختيار الهوتيل المناسب ونحن بدورنا قمنا بتجميع أجمل 10 فنادق قريبة منه:

“اطلع على: فندق باهو فيلا سيام ريب“

المطاعم القريبة من معبد بينج ميليا

“اقرأ كذلك: معبد اللوتس، معبد أنغكور وات“

وفي النهاية نكون قد تعرفنا على معبد بينج ميليا وعلى تاريخه وتصميمه وزخرفته وأهم المطاعم القريبة منه لذلك نتوقع أن يكون هو وجهتك الأولي أثناء رحلتك السياحية إلي سيام ريب بكمبوديا.